أسابيع الصوم الكبير هي التي تلي الأسابيع السابقة للصوم التي هي مرتبة أساساً لتهيئتنا للدخول لهذا الصوم العظيم، ةالآن ماذا عن الصوم نفسه؟
هناك بعض النقاط المهمة هنا، الشيء الأول الذي نحتاج لفهمه عن آحاد الصوم نفسه، إنه في الكنيسة الشرقية هناك خطين أساسيين في كل أحد، إحداهما هو مرة أخرى إستمرارية لسلسلة حلقات ما قبل الصوم، وهذا معناه درس كتابي يساعد الإنسان على فهم الخطوات حتى عيد القيامة.
ولكن هناك خط آخر يركز أساساً على أحداث تاريخية، أشياء حدثت أثناء تاريخ الكنيسة كان لها تأثير على الحياة الروحية، سواء هرطقات أو إكتشاف لتعاليم مهمة لها علاقة بالحياة الروحية أو أمور أخرى، وهذه الأشياء كانت هامة جداً في فكر الكنيسة لحد إنهم أطلقوا أسماء “أسموا” أحاد الصوم تبعاً لهذه الأحداث وليس تبعاً للدرس الكتابي.
فمثلاً الأحد الأول يسمى أحد الأرثوذكسية وسأشرح ذلك لاحقاً والأحد الثاني أحد غريغوريوس بالاماس والثالث أحد الصليب.
سأشرح الآن هنا عن هؤلاء الأحاد الثلاثة وسأحاول في مرة أخرى أن أغطي باقي الآحاد حتى اسبوع الآلام وعيد القيامة.
الآن يجب أن نفهم كيف نقبل بركة وفائدة هذان الخطان (الإتجاهان)، لذا سأتكلم عن الخط التاريخي في تسجيل آخر ولكن الآن سأركز على الخط الكتابي في هذه الأحاد الثلاثة.
قبل أن أبدأ بالتحدث عن كل أحد أريد أن أوضح أمراً هاماً، هذه الأحاد مماثلة لنفس تدبير آحاد الصوم في الكنيسة القبطية لأن هذا كان فكر الكنيسة الأولى.
كل هذه الآحاد في الصوم المقصود بها تجهيز من قبلوا رسالة الإنجيل ومنتظرين نوال المعمودية فيضعونهم في فصول موعوظين، لتساعدهم على تعلم المبادئ الأساسية للحياة المسيحية.
بالطبع هناك أمر هام نحتاج أن نسلط عليه الضوء، فهم يقبلوا الرسالة ويتفاعلوا معها بالإيمان ويكملوا بها هذا الموسم النسكي لكي يثبتوا هذه الأمور، لكنهم عندهم بالفعل وعد الحياة الجديدة في المسيح منتظرين أن يدخلوا إليه عملياً عندما ينالوا المعمودية في يوم القيامة مع إحتفالات البصخة (البصخة في الكنيسة الشرقية تعني يوم القيامة) فهو نفس الشيء لكن بالطبع الدروس مختلفة لكن لها نفس الهدف وهو تجهيز الناس لنوال المعمودية والدخول إلى الحياة الجديدة في المسيح.
وماذا عنا الآن؟ نحن معمدون بالفعل، فكيف نستفاد من هذه الدروس؟
نفس الأمر كما قلنا سابقاً في ترتيب الآحاد في الكنيسة القبطية، نحتاج مراراً وتكراراً أن نذكر أنفسنا بهذه الدروس الأساسية لأننا كثيراً ما ننحرف أو ننزلق بعيداً عن المسار الصحيح ونحتاج ليس فقط أن نذكر أنفسنا – بالطبع نحتاج أن نذكر أنفسنا- ليس على مستوى الفهم فقط ولكن نحتاج أيضاً أن نمارس هذه المور مرة أخرى لنقتبل نعمة جديدة من كل درس لنُرد مرة أخرى حسب فكر الله وفي طريق الخلاص لنقتني الغنى الذي لا يُحد، الذي لخلاصنا.