الكتب المقدسة تُقدم لنا روح الله وحياته، وتُعرِّفنا به وتشهد عنه من خلال إستعلانه لقديسين من رجال و نساء الكتاب المقدس. وتُشوِّقنا وتدعونا لنذوق ما تذوقوه، ونعرف الرب كما عرفوه، فندخل لخبرتنا الخاصة وعلاقتنا الشخصية معه، في غنى ملكوته بداخلنا.
الكتب المقدسة ترسم لنا الطريق التي ينبغي أن نسلكها، لمعاينة الله والإتحاد به. وتُنير لنا الطريق، وتمدنا بروح الإيمان، لتقوِّي عزمنا فنواصل المسير نحو الرب الذي تشهد لنا عنه، كواهب الحياة الأبدية الوحيد. إنها تُرافقنا من أول الرحلة لنهايتها، تُمسِك بيدنا وتحفظنا، وتتدرج بنا في مصاعد جبال الشركة مع الثالوث القدوس. تترفق وتخطو بنا من مستوى لمستوى، ومن عمق لعمق، وتكشف لنا أسرارها تباعًا، قدر ما نحتمل.
إنها لا ترغب أن نتوقف عند حد الإنبهار بالمعرفة العقلية لغوامض الأسفار، وتفسير المعاني والكلمات، وفهم الخلفيات وتحليل الشخصيات، والتأمل العقلي المعزي في أقوال الله. لكنها تحثنا وتنادينا لندخل إلى ميراثنا، الذي سبق وأعده الله لنا، حيث يكشفه لنا روحه القدوس بالكتب المقدسة، لنحيا به وله وفيه.
لذلك نحن بحاجة كأطفال أن نُمسِك بالروح القدس (ناطق الكلمات)، كالأم التي تُرضعنا وتُغذينا على اللبن العديم الغش. وعندما ننمو، سيُعطينا الإعلانات والأسرار المخفاة وراء السطور كالطعام القوي للبالغين. لنصير أقوياء، ولا نبقى كأطفال نُحمل بكل ريح تعليم.
وبقدر ما تتطهر نفوسنا، تستنير عيوننا، وينفتح ذهننا بالنعمة لنعي أسرار الكلمة ونحيا بها. فسرُّ الله لخائفيه.