صوم العذراء وبتولية النفس وارتباط ذلك بتدبير الوحش (ضد المسيح)
“كلمة ألقيت في صوم العذراء 2012”
من متى 17: 14- 18
«وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى الْجَمْعِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَجُلٌ جَاثِيًا لَهُ وَقَائِلاً: «يَا سَيِّدُ، ارْحَمِ ابْني فَإِنَّهُ يُصْرَعُ وَيَتَأَلَّمُ شَدِيدًا، وَيَقَعُ كَثِيرًا فِي النَّارِ وَكَثِيرًا فِي الْمَاءِ. وَأَحْضَرْتُهُ إِلَى تَلاَمِيذِكَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْفُوهُ«. فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ، الْمُلْتَوِي، إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ ههُنَا! «
من رسالة يوحنا الاولى 2: 18، 4: 1-3
«أَيُّهَا الأَوْلاَدُ هِيَ السَّاعَةُ الأَخِيرَةُ. وَكَمَا سَمِعْتُمْ أَنَّ ضِدَّ الْمَسِيحِ يَأْتِي، قَدْ صَارَ الآنَ أَضْدَادٌ لِلْمَسِيحِ كَثِيرُونَ. مِنْ هُنَا نَعْلَمُ أَنَّهَا السَّاعَةُ الأَخِيرَةُ. «
«أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ. بِهذَا تَعْرِفُونَ رُوحَ اللهِ: كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ، وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ، فَلَيْسَ مِنَ اللهِ. وَهذَا هُوَ رُوحُ ضِدِّ الْمَسِيحِ الَّذِي سَمِعْتُمْ أَنَّهُ يَأْتِي، وَالآنَ هُوَ فِي الْعَالَمِ.«
من سفر الرؤية 13: 7-10
«وَأُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَ حَرْبًا مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَيَغْلِبَهُمْ، وَأُعْطِيَ سُلْطَانًا عَلَى كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَأُمَّةٍ. فَسَيَسْجُدُ لَهُ جَمِيعُ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ، الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ الَّذِي ذُبِحَ. مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ! إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَجْمَعُ سَبْيًا، فَإِلَى السَّبْيِ يَذْهَبُ. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَقْتُلُ بِالسَّيْفِ، فَيَنْبَغِي أَنْ يُقْتَلَ بِالسَّيْفِ. هُنَا صَبْرُ الْقِدِّيسِينَ وَإِيمَانُهُمْ. «
مقدمة:
ما هو موسم صوم العذراء تاريخيا ثم تدبيريا؟ انه موسم البتولية للمتبتلين كما المتزوجين، موسم بتولية النفس.
بتولية النفس:
اي حفظ النفس متعففة .. لتجهيزها لتكون موضع حلول الرب، هيكل الرب وعرش المسيح، مكان تصوير المسيح داخلنا. غل4: 19 “يَا أَوْلاَدِي الَّذِينَ أَتَمَخَّضُ بِكُمْ أَيْضًا إِلَى أَنْ يَتَصَوَّرَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ. ” ، غل 2: 20 “مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي.“
اهمية هذا في ايامنا:
هذا له اهمية عظمى الان، ذلك لأنه وقت يعمل فيه الوحش: ضد المسيح لإعاقة مخططات الله. وهنا نحتاج لوقفة لتفهم هذا الامر.
فالشئ السائد في جيلنا (من تعليم بعض الطوائف) هو ان الوحش، ضد المسيح، هو قوة سياسية (منقادة بالشيطان) وتظهر في اواخر الايام.
هذا نصف الحقيقة، اما النصف الاخر هو، انها ليست فقط قوة سياسية (تحت ضبط او تحريك الشيطان) لكنها ايضا تدبير خاص، تدبير مملكة الوحش، مملكة ضد المسيح.
كما قرأنا في ايو 2: 18، 4: 1-3 ، واضح من كلام الرسول يوحنا ان هنا التدبير بدأ عمله مع اواخر العصر الرسولي (اواخر ايام يوحنا الرسول نفسه لذلك ينبه عليه الكنائس) لكن اهم شئ نحتاج ان نلتفت اليه هو ان هذا التدبير ليس تدبير ضد المؤمنين بشكل عام ولكنه ضد فئة معينة يعلم العدو (مملكة الوحش) انها الفئة التي تقاومه وتعيق مخططاته (التي يريد ان يقيمها، اي امتلاك العالم واخضاعه).
وهنا نقرأ ما سبق الرسول بولس وكتبه في 2تس 2: 6، 7 ” لأَنَّ سِرَّ الإِثْمِ الآنَ يَعْمَلُ فَقَطْ، إِلَى أَنْ يُرْفَعَ مِنَ الْوَسَطِ الَّذِي يَحْجِزُ الآنَ، وَحِينَئِذٍ سَيُسْتَعْلَنُ الأَثِيمُ، الَّذِي الرَّبُّ يُبِيدُهُ بِنَفْخَةِ فَمِهِ، وَيُبْطِلُهُ بِظُهُورِ مَجِيئِهِ.“
هناك حاجز يصد، يعيق سر الاثم، السر الذي يريد الشرير ان يجعله يمتد حتى داخل الكنيسة، 2تس 2: 4 “يَجْلِسُ فِي هَيْكَلِ اللهِ كَإِلهٍ، مُظْهِرًا نَفْسَهُ أَنَّهُ إِلهٌ.“
وهنا نتساءل، كيف يستطيع ان يصل الي هياكل الله ويظهر نفسه كاله؟! هذا تساؤل في غاية الاهمية
هيكل الله في العهد الجديد:
ما هو هيكل الله في العهد الجديد؟ انه محصلة روحية لهياكل المؤمنين. 1كو 3: 16 ” أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟” ولكن كيف يحدث هذا؟ عندما يهمل المؤمنين “تكريس حياتهم للرب” وبمعنى ادق، جعل هياكلهم محلة حضوره (وتصوير المسيح) عندئذ يصبح للعدو (بالذات مملكة الوحش) كل الاحقية للدخول سرا وامتلاك احقية ارض النفس حتى يصبح بالتالي له احقية دخول هياكل الله (الكنائس لأنها محصلة كل هياكل المؤمنين) وبالتالي يظهر نفسه كاله ويمتد سر الاثم.
ما الذي يعيق امتداد سر الاثم؟
واضح من 2تس 2: 6، 7 ، الحاجز الذي يحجز هم المؤمنين المكرسين بالكامل والذين يعمل فيهم وبهم الروح القدس. وتصبح حياتهم حاجز يعطل ويعيق نشاط الشرير فلا يمتد سر الاثم وهؤلاء هم الذين يحاربهم الوحش، ضد المسيح. لأنه يراهم حاجز ضد خططه وملكوته وامتداد سر الاثم (الذي له).
اهمية هذا الموسم
من هنا نرى اهمية هذا الموسم، موسم بتولية النفس، اي حفظها مفرزة ومطهرة من دنس العالم والسهر على ذلك حتى تصبح محلة للرب ومكان للمليء المتجدد لروحه (الحافز)
ذلك لان الله اعطى نفسه كلية لنا، لذلك لا يرضى الا بإعطائنا انفسنا كلية له. رو8: 32 ” اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟” يو2: 24 ” لكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَأْتَمِنْهُمْ عَلَى نَفْسِهِ، لأَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُ الْجَمِيعَ.“
وهكذا يتضح لنا ان هذا الوحش لا يستطيع ابدا ان يقتحم اي نفس ما لم يجدها ملوثة بأدناس العالم، اما النفوس المكرسة المتبتلة لله فلا يقدر ان يقتحمها وتصبح هي محلة الرب التي يحل داخلها ويكمل مقاصده من خلالها.
ايها الجيل غير المؤمن – الي متى؟!
واذ نعود لقراءة الانجيل (مت 17: 14- 18) ” وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى الْجَمْعِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَجُلٌ جَاثِيًا لَهُ وَقَائِلاً: «يَا سَيِّدُ، ارْحَمِ ابْني فَإِنَّهُ يُصْرَعُ وَيَتَأَلَّمُ شَدِيدًا، وَيَقَعُ كَثِيرًا فِي النَّارِ وَكَثِيرًا فِي الْمَاءِ. وَأَحْضَرْتُهُ إِلَى تَلاَمِيذِكَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْفُوهُ«. فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ، الْمُلْتَوِي، إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ ههُنَا! « فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ، فَخَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ. فَشُفِيَ الْغُلاَمُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ.“
واذ نعود لقراءة الانجيل، نرى كيف ان التلاميذ كانوا عاجزين (بسبب توزع افكارهم ومشغغولياتهم، اتضح هذا فيما بعد حتى انه كانت هناك منازعات بينهم لأخر وقت) بينما كان المسيح يئن: الي متى احتملكم .. الي متى اكون معكم (فأنينه يشمل الكل بما في ذلك تلاميذه)
جيلنا، مسئوليتنا!
والان، اذ نرى حال جيلنا، هل هو افضل مما وصفه المسيح؟ ملتوي؟ غير مؤمن؟ اذن هذا لابد وان يغيب المسيح، لا نعتقد انه يمكنه ان يبقى وسطه (وسط هذا الجيل وخدامه اذا لم يحفظوا بتولية نفوسهم) ولكن هذه مسئولية من ادركوا ان حياتهم كلية لا معنى لها بدونه وعليهم ان يحفظوا بتولية نفوسهم ويجتذبوا السيد داخلهم وفيما بينهم لحساب الجيل!